بلقيس ملكة سبأ

بلقيس.... هى المرأة التى تزينت بالتاج الذى حرمته على النساء تقاليد وطنها , وأصبحت أشهر ملكة ... إنها ملكة اليمن

.كانت بلقيس مثال الطهر والعفة , جميلة ساحرة , قوية الشخصية والتأثير
وكان والدها من أعظم ملوك زمانه , وهو آخر أربعين ملكا من ملوك اليمن , ولما توفاه الله تولى الملك من بعده رجل ضعيف , سئ الخلق , أضر بسمعه نساء مملكته , وحين تعرض لها الملك الجديد - ابن عمها - دبرت له مكيدة انتهت بقتله , فاختارها كبار رجال الدولة لتكون خليفة له فى الحكم
وهكذا تزينت الملكة بلقيس بالتاج حرمته على النساء تقاليد وطنها
ولقد بالغ المؤخرون فى وصف عرشها وجيشها , ووصف القرآن الكرم عرشها بأنه عرش عظيم
انى وجدت أمرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم )).

قالوا : إن عرشها كان طوله ثلاثين ذراعا , ومثله عرضه وارتفاعه , وكان مصنوعا من الزبرجد والمرمر والذهب والياقوت , وكان تكاليف الكوة التى تدخل منها الشمس بلغت ثلاثمائه ألف أوقية من الذهب

.

كان لطائر - أظنكم لا ترونه الآن - دور كبير فى حياتها , دفعها الى أن تقوم بزيارة شهيرة فى التاريخ , عدت من أبرز الأحداث فى حياتها

....

أتعرفون ما اسم هذا الطائر ؟ وما هى قصة الزيارة ؟
هذا ما سأخبركم به الآن.
من أهم الأحداث فى حياة الملكة بلقيس هى زيارتها لأعظم شخصية عرفها العالم فى ذلك الوقت , سليمان الحكيم عليه السلام

.

بدأت قصة الملكة مع سيدنا سليمان , بعد أن عاد من حجة الى مملكته بالشام .. فذات يوم , تفقد الطير- فلقد سخر الله له الجن والطير والوحش - فلم ير الهدهد فتساءل :

((فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنه عذابا شديدا أو لأزبحنه أو ليأتينى بسلطن مبين )).

وبعد قليل عاد الهدهد الى سليمان وقال له : لقد جئتك من سبأ بخبر جديد أظنك لا تعرفه

.

قال سليمان : ما هو ؟
قال الهدهد : هناك ... فى مملكة سبأ باليمن , توجد ملكة لها عرش عظيم .
قالى الهدهد: الشمس

.

دهش سيدنا سليمان , وقال للهدهد: سنعرف الآن هل أنت صادق فيما بلغت أم لا , وأمسك سليمان بالقلم وكتب

:

- من عبدالله سليمان بن داود الى بلقيس ملكة سبأ بسم الله الرحمن الرحيم , السلام على من اتبع الهدى , أما بعد : (( ألا تعلوا على وأتونى مسلمين )).
وبعد أن فرغ سليمان من الكتابه قال للهدهد

:

- خذ هذا الكتاب , وعد الى هذه الملكة , وألقه اليهم , ثم أنظر ماذا حمل الهدهد الكتاب , وطار من الشام الى اليمن , واتجه الى مأرب وهناك فى قصر بلقيس القى بكتاب سليمان , فأخذته الملكه بلقيس وقرأت ما فيه , ثم خرجت لكبار القوم , وعقدوا اجتماع كبير :
فقالت الملكة : (( إنى ألقى إلى كتب كريم * إنه من سلمين وإنه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلوى على وأتونى مسلمين )).
فسكت الجميع .. وأنصت الكون فترة من الزمن ..ثم دوى صوت بلقيس وقالت : أشيروا على ماذا نفعل ؟
قالوا : ليس أمامنا إلا الحرب فنحن نملك القوة والبأس الشديد . لكن بلقيس بعقلها واتزانها كانت تعلم علم اليقين أن الحرب دمار وإذلال خاصة مع رجل سخر الله له الريح . فقالت لهم :
- إننى أرى أن أصلح والسلم خير من الحرب فإن ملوك إذا دخلو قرية أفسدوها وصار عظمائها أذله سأرسل لسليمان هدية عظيمة أغرية بها فإن كان ملكآ قبل الهدية وإن كان نبيآ رفضها ...فوفق الجميع على رأيها .
أسرع الهدهد إلى سليمان وأخبرة بما سمع وفأمر سيدنا سليمان الجن فزينوا له بناء عظيمآ وصرحآ ضخمآ يبهر الأبصار ويسحر العقول .
وعندما وصل وفد الملكة بلقيس بهتوا بعظمة هذا الملك وما شاهدوه من آيات الجمال القوة فقال لهم النبى الله سليمان :
- أخبروا بلقيس أننا لسنا فى حاجة إلى هداياها .. ولسوف نحارب بجنود لا قبل لكم بها إلا إذا جاءت مسلمة .
عاد الوفد من حيث أتى مذهولآ مما شاهد وسمع وأخبروا الملكة بما حدث عند سليمان .
- فأرسلت إلى سليمان رسالة قالت فيها :
إنى قادمة إليك ومعى قومى حتى انظر ما أمرك وما تدعو إلية من دينك .
وحين علم سليمان بقدومها قال لمن سخرهم الله له من الجن : (( قال ياأيها الملؤ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين * قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين* قال الذى عنده علم من الكتب أنا ءاتيك به قبل أن يريد إليك طرفك فلما رءاه مستقرعنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى ءأشكركم أم أكفر ومن شكر فإنمايشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم )).
أمر سيدنا سليمان أن ينكر عرش بلقيس ليرى هل ستعرفه أم لا !! وأمر ببناء صرح من زجاج فى ممرة ماء وجعل عليه سقفآ من زجاج وجعل فيه السمك وغيرها من دواب البحر جاءت بلقيس وقومها ولما رأت العرش قالوا : أهكذا عرشك ؟.
فلم يخطر على بالها أن يكون هو وقد خلفته وراءها فى اليمن فقالت : كأنه هو .
جلست بلقيس مع سيدنا سليمان وأدركت الحقيقة وعلمت أنها وقومها كانو ضلال حين عبدوا الشمس من دون الله وقالت (( قيل لها أدخلى الصرح فلما رأته حسبته لجه وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمن لله رب العالمين )).
لقد دخل نور الإيمان فى قلبها فآمنت بالله رب العالمين pepo061@yahoo.com

رد سريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع